الأربعاء، 3 أكتوبر 2012
الصورة الجانبية هي لناثان مايهرفولد موظف سابق في مايكروسوفت له مقولة أعجبتني جدا وهي : "إن أفضل مطوّري البرامج أكثر إنتاجاً من مطوري البرامج العاديين ليس بعشر مرات أو مئة أو ألف مرة بل أكثر إنتاجاً بعشرة آلاف مرة" , ربما هذا جواب للبعض منا الذي يظن أن المعلوماتية كلها والتقنية هي مجرد تعلم البرامج الجاهزة والمعلبة من باقة أوفيس إلى برامج التصميم الجاهزة وبرامج إدارة المحتوى مثل جوملا دون أن يفكروا بشكل جدي في الآلية التي تمكنهم من تطويع تلك البرامج لتخدم أفكارهم ومشاريعهم بشكل أفضل .إن مثل هذا التصور الخاطئ للتقنية هو ماجعلنا - حسب اعتقادي- متخلفين عن مواكبة التقدم التقني الذي يشهده العالم . وأولئك الأشخاص الذين ذكرتهم لايمكننا أن نطلق عليهم حتى وصف "مبرمجين عاديين" وإنما هم مستخدمين للتقنية وحسب.
وكما يقول المثل الحساني "لعور اعلَ العمي شيخ" فعندما يغيب أهل الإختصاص ويقل المبرمجون الحقيقيون يصعد إلى السطح من يملأ ذالك الفراغ وهم عادة لايستحون من استخدام أوصاف مثل (مبرمج كمبيوتر,مصمم مواقع,خبير أنظمة,خبير شبكات ... الخ) مع أنهم قد يكونون في أحيان كثيرة غير دارسين ولايتقنون أيا من لغات البرمجة أو قواعد البيانات أو شيئا من أنظمة التعامل مع الشبكات , عندما تعلم أن أمثال أولئك هم من يحكم السوق التقني الآن في موريتانيا فتلك هي الكارثة .
المشكلة ليست في نقص أصحاب الكفاءات أو المتخصصين ذوي الخبرة في هذا المجال وإنما في مفهوم خاطئ -باعتقادي- ساهمت المنظومة التعليمة في غرسه والمجتمع في سقيه ليتفرع ويصبح على ماهو عليه الآن .
فنجد الكثير منا يفصل بين مايتعلم على مدرجات الجامعة ومايجري على الساحة العملية والتطبيقية , فالطالب منا لايحس أنه مهيأ ليملأ فراغا تنمويا في الوطن أو ليسد احتياج السوق في مجال تخصصه وإنما هو جزء من عملية روتنية عمياء , فالجامعة تتعامل معه كرقم تزيد به عدد خريجيها لا أكثر .
وأنا لا أناقش من خلال هذا المقال آلية الحل لأني أعتبر أننا لم نفهم بعد عمق المشكلة فرغم كل ماورد سابقا إلا أنه لا يشكل إلا النزر اليسير منها . ولسنا مستعدين بعد لمحو بعض المفاهيم الخاطئة التي فطرنا عليها مدة عقود ونحن أبعد أيضا من مسح الحدود والخطوط الفاصلة بين كوننا طلاب معلوماتية أكادميين ومساهمين فعليين في التطور التقني في البلاد , وسيظل أولئك يشوهون مفهوم التقنية والمعلوماتية في نظر المجتمع والسوق ورجال الأعمال إلى أن نقرر نحن أن نتولى المسؤولية ونمسك بزمام الأمور بشجاعة .



