الاثنين، 8 أكتوبر 2012
يقولون أن الإبداع وليد الحاجة , حاجتي في الأمس كانت مجرد شرب كأس من أتاي.
ولأن رحلتنا إلى الصحراء لم يكن مخططا لها جيدا , فعندما قال اليابانيون "إجعل 70% للتخطيط و 30% للتطبيق " ... قلنا نحن "إجعل 80% للتطبيق والباقي للتخطيط" ... حبا في العكس والتميز "الخامر"
نعود إلى صلب الموضوع وبالتحديد إلى نقطة وصولنا إلى الكيلوميتر 85 على طريق انواكشوط-روصو.
درجة الحرارة تصل إلى 45 ... تصدقني لو قلت لك أنها تحت الصفر
نصبنا الخيمة أملا منا بأن تحجب عنا بعضا من أشعة الشمس الحارقة , وجلسنا تحت ظل شجرة بعد أن طردنا الحمير - أكرمكم الله - من تحتها , ولأن جوا كهذ يدفعك إلى مانسميه نحن "اتبعريص" , فأخذنا نبحث عن أي شيء ينسينا صعوبة النهار وحرارته.
قررت أنا ممارسة هوايتي المفضلة وهي عمل الشاي الموريتاني "أتاي" لنفاجأ بأن أدواته غير مكتملة .
كمية الماء التي أخذناها معنا قد نفذت والطامة الكبرى أننا نسينا كؤوس شرب أتاي .
قررنا البحث عن الماء في القرى المجاورة ووجدناه ورفضت أنا التخلى عن سلوكي المدني في البادية وأن أطلب منهم كؤوسا لنشرب فيهم الشاي
وقفت على البئر ومع أن "الدلو" يعتبر من أقدم الأدوات التي عرفها البشر إلا أن ذالك البئر كان خاليا منه , بطريقة معقدة أخذت الماء وبدأنا التفكير في بديل لكؤوس الشاي .
اقترح علينا شخص أتحفظ عن ذكر إسمه -وستعرفون لماذا- أن نستخدم قنينات الماء البلاستيكية لشرب الشاي الساخن !
لم ألمه على هذه الفكرة ولكني لمت الطقس و"اريفي" ... لأحافظ على روحه المعنوية :) .
كان الإقتراح الأفضل أن نصنع من علب كوكا كولا الفارغة كؤوسا نشرب فيهم الشاي , قمنا بذالك بعد أن أشعلنا النار باستخدام العيدان , ولأن القصة من بدايتها كانت قصة الدرامية بملامح وأجواء درامية فقد امتنعت أن تكون نهايتها رومانسية .
بعد أن أصبح كل شيء جاهز ولم يبقى إلا أن نشرب الشاي اكتشفنا أن "السكر" ليس موجودا , بعد هذه المعركة الطويلة والتعب نكتشف أن أهم عنصر في العملية كلها مفقود .... "الله غالب" .
لم أستسلم , حاولت شرب الشاي بدون سكر لكن الأمر كان عبثا ووقعت بين خيارين أحلاهما مر :
أن أشرب الشاي المر كالعلقم لأشفي به الصداع الذي بدأ ينتابني ببطيء أو أن لا أشربه وأستسلم لأوجاع الرأس والملل في الصحراء؟!.




