الليلة الثالثة : إستهداف رئيس الجمهورية

الاثنين، 15 أكتوبر 2012
لا أستطيع أن أفرق بين ثلاث جرائم حدثت مؤخرا في ظلمة ليالي انواكشوط : الليلة التي ذبح فيها أب أبناءه الأربعة , وليلة إقدام إبن الرئيس على جريمته في حق الفتاة رجاء , وأخيرا .. الليلة التي أصيب فيها رئيس الجمهورية بطلق ناري لازال إلى حد الساعة في أحد مستشفيات باريس للعلاج .
هناك قواسم مشتركة كثيرة بين كل تلك الجرائم , فجميعها دشن لأسلوب إجرامي جديد لم نسمع به من قبل , وجميعها ينم عن غياب الوازع الديني وخلل تروبوي واخلاقي أصبح يهدد سلامة وتناغم المجتمع الموريتاني.
هذه المرة كانت هناك ضجة إعلامية مصاحبة للحدث , فالذي أصيب هو رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز  .
قرأت الخبر على فيس بوك وطبعا لم أكن مصدقا في البداية , تجولت بين قنواتنا التلفزيونية وكانت خارج التغضية كعادتها في مثل هذه الأحداث الكبرى قبل أن يتأكد لي الخبر من موقع صحراء ميديا الإخباري . كانت ليلة مشوقة كثرت فيها الروايات والشائعات والتحليلات , لم يكن موقع تقدمي بأخباره الدقيقة والغير دقيقة موجودا وقتها بسبب عطل تقني على ما أعتقد لكن صاحب الموقع نفسه كان متواجدا معنا على تويتر وأتحفنا بعشرات التغريدات عن صحة الرئيس وعن تفاصيل القصة وحتى هو أبدى تعاطفا كبيرا مع ولد عبد العزيز  .
جميع شباب الحركات الثورية والناشطين الموريتانيين أبدو أيضا تعاطفا مع فخامة الرئيس وأنكروا هذا الفعل المشين مما يدل على رقي هذا الشعب ونبل أخلاقه , وطبعا هناك قلة دائما لها فهم مغاير للفطرة السليمة والقيم والأخلاق . 
القلة التي اعتبرت أن العملية بطولة وعمل شجاع هي نفسها التي اعتبرت جريمة الشاب المسلح  "بدر" بمسدسه وسلطة أبيه على فتاة عشرينية بطولة أيضا من نوع ما. 
والذين دعو بالشفاء لرجاء في فترة علاجها في المغرب هم أنفسهم الذين يدعون لعزيز بالشفاء الآن وهو في مستشفيات فرنسا .
ونفس الذي طالبوا السلطات بمحاسبة الجاني في قضية رجاء هم أنفسهم الآن يطالبون بالتحقيق ومحاسبة الجناة في قضية استهداف عزيز .
والذين وقفوا مع أسرة رجاء وقفوا أيضا مع أسرة عزيز في محنتهم الراهنة .
نتمنى لرئيس الجمهورية أن يحفظ هذا الجميل لهذا الشعب الطيب الذي لم ينساه وقت ضعفه وتعالى على جميع جراحه ومآسيه وتابع حالته الصحية أولا بأول ودعى له بالشفاء العاجل وأن يعود ثانية على أمل منهم أن لاينساهم وقت قوته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تصنيفات المدونة