خاطرة الجمعة : المثقف التاجر والمرتزق

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

هذه قصة حقيقية كنت شاهدا عليها وجزءا من أحداثها, فقد حدثت قبل يومين من كتابتي ونشري لهذه التدوينة ...  وهي في اعتقادي مثال حي على المثقف التاجر والمرتزق الذي يتاجر بآلام الناس وهمومها لكي يحصل على مرتبة ما أو سلطة أو شهرة أو مكسب مادي , الذي يبيع ضميره بأرخص ثمن ويتخلى عن مواقفه المعلنة عند أبسط امتحان ويغير توجهاته حسب مصالحه الضيقة ... فيدافع عن رأي كان في الأمس القريب من ألد أعدائه وبدون أي مبررات مقنعة ... لن أسمي لكم أشخاص معينين حتى الشخص الوارد في هذه القصة لن أذكر اسمه , لكن لاشك أنكم الآن تعرفون عشرات الأشخاص ممن تنطبق عليهم هذه الأوصاف .



بدأت القصة عندما استقليت سيارة أجرة من اكلينيك , ظهر السائق بهيئة محترمة وحتى سيارته لم تكن من النوع المعهود للنقل العمومي وفي غضون دقائق امتلأت مقاعد السيارة وبدأت الرحلة ... ولأن النقل مساءا في انواكشوط دائما مايكون صعيبا لكثرة الزحمة , فقد استغرقت الرحلة وقتا طويلا  ... كان ذالك الوقت كافي لأستطيع تقييم السائق مع أن سلوكه وأخلاقه اتضحت لي من الوهلة الأولى ... كان يستخدم كلمات نابية في تهجمه على أصحاب السيارات المزاحمة على الطريق , حتى أسلوبه في النقاش وحديثه مع الركاب يعبر عن تخلف أخلاقه وتدني مستواه الفكري ... والشيء الذي أثار غضبي أكثر هو عنصريته , شخصيا ... أعتبر العنصرية أمر غير مقبول بتاتا ومثيرا للإشمئزاز .
كنت أبعد الركاب نقطة وصول , ماسمح لي بمناقشته في قضايا عامة , وفجأة رن هاتفه ليخبرني بعدها أنه تلقى اتصالا من إحدى الإذاعات المحلية وأسمعني صوت الصحفي وهو ينطق إسمه باعتباره مثقف كبير ومناضل وصاحب هيئة غير حكومية لمناهضة العنصرية وشيء من هذا القبيل ... "هزلت" !
وصلت إلى المنزل فوجدت أخا لي يستمع لذالك البرنامج الحواري , فأخبرته بالقصة فقام بتغيير المحطة فورا وكان ذالك المثقف وقتها لازال على الخط ينظر ويتفلسف في أمور أعرف تماما انه غير مقتنع بها ولكنها وسيلته للحصول على لقمة عيشه وتجارته المحببة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تصنيفات المدونة