السبت، 30 مارس 2013
للأسف ... يمكن اختصار كل مايجري في موريتانيا مؤخرا في عمود "الحوادث" في الصفحة الأخيرة من جريدة ! . فكل يوم نسمع عن عملية سرقة أو سطو مسلح أو تبييض أموال ! ... مع توقف شبه كامل للحياة السياسية والثقافية , وتخبط في سياسة الدولة أفقدت المجتمع ثقته بنفسه وغيبت عنه المسار و أورثته رؤية ضبابية لكل مايجري على الساحة الوطنية . ومن آخر تلك الحوادث التسجيل الصوتي المنسوب لرئيس الجمهورية المنتشر في مواقعنا الاخبارية. مع أن المكالمة لاتعتبر دليل ادانة الا أني أحب النظر اليها من زاوية أخرى, ولأني من أولئك الذي يؤمنون بنظرية المؤامرة فربما يرى بعضكم أن رأيي قد يكون متطرفا . زيادة على ذالك فأنا أقر بجهلي في السياسة ولا أدعي معرفتي لها, بل أكره حتى التفكير في نوايا ساكني القصر الرمادي . ومجرد التفكير في التجمعات الحزبية يشعرني بضيق في التنفس ! , وبالتالي أعتقد أن رأيي هذا خالي من السياسة والتحزب ومن الكولسترول كذالك ;) .
الكثير من الأطراف السياسية الوطنية اليوم -أو هكذا أتمنى- تعتبر الأولوية القصوى هي بقاء الوطن والمحافظة عليه وتدرك أن عزيز - رغم خلافها الكبير معه - زائل ، فمن لم يمت بالرصاص مات بغيره وتبقى موريتانيا . لكني أيضا أرى أن هناك أطراف دولية ومخابرات عالمية تسعى لزرع البلبلة وتوسيع رقعة التدخل الغربي ليشمل موريتانيا اضافة الى مالي. ليكون ذالك مدخلا لها لتتحكم بشكل أكبر في نتائج الربيع العربي , لتستطيع من خلال ذالك أيضا زعزعة الثقة المتزايدة لشعوب المغرب العربي وشمال افريقيا بقدرتهم على الاستقلال الكامل ... فالركود والمشاكل الاقتصادية اليوم تدفع بأرقى الدول الديمقراطية الى "التشبيح والبلطجة" لمواجهة تبعات الأزمة العالمية . ففرنسا مثلا لن تبخل أي وسيلة لتتجنب ما وصلت إليه اليونان واسبانيا وقبرص ولو كان ذالك بالعودة الى ماضيها الاستعماري . ولأننا درسنا في مقاعد الابتدائية أن الاستعمار لهذا البلد جاء بسياسة فرق تسد للسيطرة , فما أراه اليوم هو عودة لتلك السياسة ولكن باسلوب أكثر ذكاءا . يهدف الى دفع الأطراف المختلفة والتجمعات المتباينة الى الفرقة وتوفير المواد والأدلة الصحيحة وغير الصحيحة والوثائق المزورة وغير المزورة لذالك. وربما قصد القائمين على مناهجنا التعليمية تدريسنا كيفية دخول الاستعمار فقط وليس كيفية مقاومته بعد ذالك ... لأنهم يدركون أن المقاومة الحقيقية تكون بسد جميع النقاط والثقوب التي يمكنه التسلل منها , وهذا في اعتقادي هو التحدي الذي يجب أن نواجهه اليوم بكل شجاعة وصبر وأن نعيد صياغة مجتمعنا ومفاهيمنا وحتى تاريخنا اذا تطلب الأمر ذالك للحفاظ على موريتانيا جمهورية موحدة ومستقلة ومترامية الأطراف ترقص فرحا وانسجاما على النغمات المختلفة لمكوناتها العرقية والقبلية والثقافية ... وتتلألؤ صحراؤها بكل تلك الاختلافات الجميلة ويشترك الجميع فيه أهم شيء وهو وحدة الدين والمصير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق