نيلسون مانديلا المسجون داخلنا !

السبت، 7 ديسمبر 2013
كان حاضرا وبقوة في اليومين الماضيين رغم رحيله , كان حديث البرامج المتلفزة ونشرات الأخبار , في فيس بوك هيمن على أغلبية المنشورات واسمه كان موجودا في ملايين التغريدات على تويتر , إنه بطل الحرية وقاهر العنصرية نيلسون مانديلا.
لكني شخصيا كنت أتمنى أن يكون حاضرا أكثر من ذالك , أن نستحضره ونحن نصوت لتعزيز الفصل العنصري بين مختلف مكونات الشعب الموريتاني من خلال انتخابات قبلية وجهوية بامتياز , وفي تفاصيل حياتنا اليومية التي يغيب عنها غالبا منطق الحقيقة والمصالحة .

عاش مانديلا شبابه لتحقيق هدف سامي مشترك بين غالبية شعبه , واحتفظ  بضميره "الانساني" طيلة مسيرته الطويلة نحو تحقيق حلمه ولم يستسلم يوما لشعور الانتقام والثأر رغم الظلم الكبير الذي تعرض له والسجن والاضطهاد وكل اصناف القهر ووقوف جميع القوى العظمى آنذاك ضد حلمه , كان يؤمن وبشكل راسخ بالمساحة المشتركة التي تسمح للجميع بالتعايش جنبا الى جنب بسلام وأمن .
بينما يعيش الكثير منا كشباب باحثا عن تحقيق مجد شخصي أو حلم يبدأ بـ"أنا" ويدمر في طريقه جميع الضمائر الأخرى ليصل لمبتغاه , أو لايصل ليبحث عن مجد للدوائر المحيطة بذاته الضيقة "القبيلة أو الجهة أو ..." تماما كما كان يفعل الانسان الحجري  .
أليس مانديلا من قال :  إننا نقتل أنفسنا عندما نضيق خياراتنا ... كم مرة ضيقنا فيها خياراتنا ونحن نسلم بطاقة تعريفنا الوطني لشخص ما ليختار عنا أو ليزور باسمنا مايريد , كم مرة ساقونا كالقطيع لنقتنع بما يريدون دون أن نفكر للحظة هل هو حقا مانريد .

نُكست الأعلام في الكثير من الدول الافريقية والعربية لرحيل "ماديبا" , ونَسى أو تناسى رؤساء تلك الدول أن مانديلا كمثال للإنسانية والعدل والسلام مسجون في داخل كل واحد منهم ,  وهم يقمعون شعوبهم ويعدون عليها أنفاسها , وهم يُنَصبون أنفسهم أوصياء على اختيارات شعوبهم وينكلون بكل من لا يُسبح بحمدهم ويَرقص طربا على أنغام خطاباتهم .
انتخب مانديلا كأول رئيس افريقي لجنوب افريقيا عام 1994 وكان باستطاعته وهو الزعيم المحبوب أن يبقى في الرئاسة لأطول مدة ممكنة ولكنه وهو الشخصية الاستثنائية العملاقة أعلن رغبته في التقاعد بعد مدة حكم واحدة ليتفرق للعمل الخيري بمختلف انواعه , ليرحل بعد ذالك بصمت دون أن يفرض على شعبه طقسا معينا للذكرى , أو أغنية  تتلى عند قبره بعد رحيله .

وفيما يلي نبذة عن حياة مانديلا بصيغة PDF


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تصنيفات المدونة